حين تتعطل العقول / المحامي أحمد سالم ولد ما يأبى

كأن القدر كتب على موريتانيا أن يأتي بلاؤها من حملة الأقلام وذوي البيان وأصحاب المعارف ومكوري العمائم، قد يفهم سعيُ من أثروا في ظل شخص ما بالتمسك به، وقد يستساغ تعاطف الأرحام ومؤازرة الأقرباء، لكن أن يُطعن الوطن في حاضره، ويمزق في وحدته، ويعرض مستقبله للخطر، ويسعى في تدمير ما تم إنجازه من حرية تعبير، وما قطع من خطوة في سبيل التبادل السلمي على السلطة، والتناوب القانوني على النفوذ من أساتذة وصحفيين ومحامين وكتاب وشعراء وساسة ناجحين في تشتيت الشمل وتلفيق التهم والتنابز بالألقاب فذلك الكارثة الكبرى…..
وزراء يحثون فخامة الرئيس على الحنث، ومستشارون يهتفون بالعودة للأحكام العرفية، وموظفون سامون يوقدون نار الفتنة الوطنية تطويلا لساعة من سلطان …..
ألا يعلم أولئك أنه لا يعطى أحد فوق دعواه؟ أينسون أن فخامة الرئيس جاء للسلطة دون عون من أحدهم وقرر تركها دون استشارتهم؟ أيفوت عليهم أنه أ درى بوضع اقتصاد البلد وطبيعة ما يحيط به إقليميا من إكراهات……؟ أتوقع أن يكون يوم التاسع من يناير ٢٠١٩ مثل يوم اختتام الحوار، أتوقع أن يعلن الرئيس على رؤوس الأشهاد في المسيرة المناهضة للكراهية أنه متمسك بالدستور، متمسك بموريتانيا، متمسك بوحدتها واضعا روحه فداءها، متخليا عن كل لسان نافق، وكل ذي يد صفقت للباطل، وكل قلم سال بموبقة في حق الوطن…. أتوقع خيبة كبيرة لكل من عطل عقله رغبة في منصب أوناقض ضميره طمعا في لفتة؛ ألا ساء ما يصنعون…. أتوقع أن يغلق الرئيس القادم -سواء من هو- دونهم الباب وأن يعدهم عدا ويمد لهم من العذاب مدا.

المحامي أحمد سالم بن ما يأبى