نداء الثامن سبتمبر ينظم حلقة نقاش حول الوضع السياسي في موريتانيا

نظم منسق “نداء الثامن سبتمبر” أحمد هارون الشيخ سيديا مساء الأحد حلقة نقاشية في نواكشوط حول الوضع السياسي في موريتانيا، وفرص التغيير في انتخابات 2023، وذلك بحضور رؤساء أحزاب معارضة، وبرلمانيين، وعدد من النشطاء السياسيين.

وقال ولد الشيخ سيديا في كلمة في افتتاح الحلقة النقاشية إنه لجأ إلى المنتدى الوطني للمدافعين عن حقوق الإانسان (فوناد)، بعد أن تأكد أن التجمعات الشعبية ليست متاحة في دار الشباب والأماكن العمومية، شاكرا لتجمع “فوناد” إتاحة الفرصة له.

وأضاف ولد الشيخ سيديا أن المتحدث اليوم في الشأن السياسي لا بد أن يبدأ – ولو قليلا – بالأزمة الاجتماعية الحادة، وما وصفه بالفجوة المهولة بين الدخل المتوسط وأسعار السلع والخدمات، معتبرا أن من أبلغ شي سمعه في الموضوع، قول إحدى أمهات الأسر الموريتانية إنه لولا أطفالهم الصغار لاستسلموا منذ وقت للأزمة، وقرروا الإضراب عن الطعام والتنقل ستة أيام من الأسبوع على الاقل.

وأكد ولد الشيخ سيديا أن لديه ثلاث رسائل، الأولى هي أن الوضع في البلاد صعب، وأن الأزمة الحالية الحالية فوق طاقة الموريتاني العادي، كما أن الحكومة – يقول ولد الشيخ سيديا – غائبة وفاسدة، مردفا أنه لا يرى – مع كامل الأسف – ولا يتصور، الطريقة التي ستواصل بها الأسرة الموريتانية العادية معيشتها خلال الأشهر القادمة، ولا يعرف أيهما أكثر قلقا: هل هو وضع المجتمع، أم وضع الدولة التي تتدهور كل قطاعاتها ومرافقها.

وحدد ولد الشيخ سيديا رسالته الثانية في أن هذا النظام قال كلمته في كل القضايا المهمة، حيث قالها في التغيير والإصلاح ومعيشة الناس، مضيفا أن أوضح شيء قال فيه النظام كلمته هو محاربة الفساد حيث قال: يا أيها الموريتانيون، من يريد منكم الثراء فعليه بنهب أموال الشعب، وأنا لن أكافئكم إلا بالثقة التامة والمناصب العليا.

ووصف ولد الشيخ سيديا هذا التصرف بأنه يعتبر خيانة عظمى لأنه إعلان حرب على أرزاق الموريتانيين.

ورأى ولد الشيخ سيديا في رسالته الثالثة أن حلول الواقع في البلاد الآن ليست كثيرة ولن تكون مرضية للجميع، لكنها موجودة وقريبة جدا وتتلخص في أمر واحد، هو أن يغادر ما وصفه بالنظام العبثي، الممتنع عن الإصلاح والانجاز، والممتنع حتى عن مخاطبة الشعب ومصارحته، الحكم، ليحل محله نظام جدي مصلح، يستطيع قيادة المرحلة.

وأشار ولد الشيخ سيديا إلى أنه هو شخصيا يتمنى أن لا يحصل ذلك إلا بواسطة انتخابات حرة نزيهة، وأن ذلك ممكن وهو الموضوع الرئيسي اليوم.

وتحدث ولد الشيخ سيديا عن ما أسماه المغامرة الانتخابية، معتبرا أن النظام قرر تعجيلها عن أجلها القانوني، إلهاء للناس عن الأزمة الاجتماعية، والحصيلة الصفرية للنظام، مشيرا إلى أن النظام بدأ – عمليا – حملته الانتخابية، والسبل التي تمكنه من إخراج النتائج على هواه، معتبرا أنه من المفارقات أنهم بدأوا حملتهم وتجمعاتهم وسط الخريف والحر، الذين كانا مبررهم الوحيد في تعجيلها.

وشدد ولد الشيخ سيديا على أن خطورة الوضع، وعدم الثقة في العملية الانتخابية، وتشتت قوى التغيير، لن يدفعهم لنسيان واجبهم المرحلي المتمثل في توعية الشعب الموريتاني وتنويره في سبيل تحويل هذا الوعي والسخط الشعبي العام إلى نتائج سياسية ومكتسبات وطنية.

وتحدث خلال الحلقة النقاشية عدد من الشخصيات من بينهم اللواء المتقاعد لبات ولد معيوف، والرائد السابق محمد الأمين ولد الواعر، والبرلمانية السابقة المعلومة بنت بلال، والنائب البرلماني محمد الأمين ولد سيدي مولود، وعضو مجلس الشيوخ السابق المعلومة بنت الميداح.

وحضر الجلسة النقاشية – التي استمرت عدة ساعات – رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، محمد محمود ولد سيدي، ورئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمه، والبرلمانية كايدتا مالك جالو، وعدد من الشخصيات السياسية.