مبادرة إنبعـــاث الحـركة الانعتاقية تندد بجميع أشكال العنف والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية (بيان)

خلال مساء 10 فبراير، استهدفت البحرية الوطنية، في عرض المحيط، قاربا على متنه 21 صيادا كلهم موريتانيون منحدرون من قرية انجاكو (على الحدود الجنوب غربية). وأمرت البحرية قبطان القارب، حسن اديي، أن ينزل من قاربه ويلتحق بالخفر على متن سفينتهم. راوغ حسن وانتهى به الأمر إلى التحجج بأن كل رفاقه يحملون بطاقات تعريف وأذونا من ضمنها رخصة لممارسة الصيد. وهكذا اعترضوا على الأساس القانوني للأمر المقدم لهم.

يجدر التذكير بأن البحرية كانوا قد قاموا بنفس العملية لتوقيف صيادين قبل تعريضهم لاعتداءات جسدية. وبالتالي فإن حسن اديي ورفاقه يخشون من التعرض لفعلة مماثلة. أمام رفضهم الرضوخ للأمر، استدعت البحرية تعزيزات قبل أن تطلق رصاصا حيا ضد الجناة المزعومين. أحد المدنيين أصيب في القدم بينما نجا 10 بعد أن سبحوا هاربين.  لقد بقي المصاب وبقية الصيادين في القارب فأخرجهم عناصر البحرية كرهًا وجردوهم من ملابسهم وشدوا وثاقهم وداسوهم بالأرجل على مدى أكثر من ساعتين، كما بال عليهم السجانون وأوسعوهم شتما وإهانات.

عندما عادت البحرية إلى اليابسة، أرسلت المصابين إلى المستشفى العسكري وأرسلت السجناء إلى مفوضية المقاطعة الرابعة بانواكشوط. على الفور اكتشفت الشرطة أن الصيادين موريتانيون فسارعت إلى الأمر بإطلاق سراحهم في جوف الليل. بيد أن الضحايا رفضوا الخروج من المعتقل إلا في الغد حيث تقدموا، يوم 11 فبراير، بشكوى ضد الجلادين، مشيرين إلى نزوع الجنود البحارة، العاملين في المنطقة، إلى رفض التعامل مع جنسية السكان المحليين.

القائم على نشاطات تعاونية “مول” ونائب رئيس الاتحادية الحرة للصيد التقليدي، المرشح سنة 2018 في لوائح التشريعيات والبلديات عن تحالف الرك-والصواب، يضع الحادث في سياق اضطهاد يمارس ضد الموالين له.

إن تكرار نفس التجاوزات عززه التوتر مع السينغال بسبب نقص الأسماك بعد سنوات من الصيد المفرط. علما بأن موريتانيا تستنكر ولوج مياهها من طرف مواطنين من الدولة الجارة مما حدا ببحريتها إلى استخدام القوة ضدهم مخلفة تارة إصابات وقتلى. وكردة فعل، يقوم سكان الضفة الأخرى بأعمال شغب ونهب تستهدف الموريتانيين. ذكريات الإضطرابات الدموية سنة 1989 تجعل خطر الانزلاقات يظل قائما.

إن إيرا موريتانيا:

  • تندد بالاستخدام المجاني للأسلحة النارية وباقي أشكال العنف والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية والمهينة ضد الصيادين التقليديين الموريتانيين والسينغاليين من طرف النظام الموريتاني المفترس لمصادرنا المائية والمدمر للبيئة والحياة البحرية في مياهنا بالتمالؤ مع الشركات الصينية التي تعتبر استعمارا جديدا وكذا التعاون النفعي الأوربي.
  • تساند، دون تحفظ، كل الصيادين المصابين والمعذبين والمهانين في مطلبهم المتعلق بالعدالة وجبر الأضرار المترتبة على ما تعرضوا له.

اللجنة الإعلامية

نواكشوط بتاريخ 25/02/2019