ايام ثقافية في قرية انهكارة

شهدت قرية انهكارة الحبيبة أيام 20-21-22 من الشهر الجاري تنظيم أيامها الثقافية السنوية وذلك تحت شعار #تسعسنواتويستمر_العطاء

، وقد أشرفت على تنظيم هذه النسخة كالعادة جمعية شباب انهكارة للثقافة والرياضة والتنمية، وقدمت خلال هذه التظاهرة عدة محاضرات في شتى المجالات قدمها رجال أكفاء وعقب عليها ذوو الاختصاص كل في مجاله، حيث كانت الداية مع الشمائل المحمدية والإمام ببكر ولد محمد سيدي وذلك يوم الجمعة، حيث كان العنوان يتناغم مع الزمان في جو إيماني خيم على مخيم الأيام في ذلك اليوم، وكان المساء موعدا مع السهرة النسوية حيث أبدعت نساء القرية وذلك من خلال الإدارة المحكمة للتوقيت رغم بعض النواقص القليلة حيث حضر الأدب الحساني والتبراع وكانت الجلسة النسوية التي أدارتها الأستاذة زينب بنت سيدي محمد ممتعة وتفاعل معها الحضور حيث قدمت ضيفاتها الكريمات بعض من الدرر التقليدية النفيسة لم يسمع بها أبناء الآيباد من قبل وكانت عودة للماضي المحسوس وذلك بتقديم بعض الآلات والمقتنيات التقليدية، وكانت السلف الصالح النسوي حاضرا خلال هذه السهرة حيث شكلت معلمة القرآن خديجة السالكة بنت الفظيل مرجعا تم تقديمه للحضور أبرز من خلاله مناقب هذه السيدة الفاضلة عل الله يهدي بها بعض شباب وشابات هذا العصر ويجعلوها مثلا يحتذى فيما قامت به رحمة الله عليها من تعلم وتعليم للقرآن لمختلف أجيال القرية، وفي اليوم الثاني كان موضوع التنمية حاضرا في هذه الأيام وذلك من خلال محاضرة قدمها الأستاذ لحبوس ولد سالم وعقب عليها الأستاذ محمد سالم ولد الشيخ، ولن ينتهي هذا اليوم دون المرور بالطب التقليدي ونحن في حاضرة الطب آل أوفى حيث قدم الدكتور محمدو ولد محمد شيخنا ولد أوفى محاضرة تناول من خلالها بعض الأعشاب وتأثرهم بالبئة التي تعيش فيها متناولا خصائص بعضها ورد على تساؤلات بعض الحضور قبل أن يدركه الوقت، وكان المساء رياضيا حيث أقيم فيه نهائيا الصغار والكبار لبطولة كرة القدم التي أشرفت الجمعية على تنظيمها، وبالموازاة مع ذلك كانت لجان التنظيم تسابق الزمن من أجل إنجاح السهرة الثقافية وتنظيمها في أبرز حلة والتي بدأت بعد أن قضى كل ذي حاجته وصلى الناس العشاء وأخذ كل مكانه في انتظار ما ستجود به قرائح الضيوف، حيث شكل كل من الأديب سيدي محمد ولد متالي والأديب منير ولد إخليه والأديب أحمدو ولد أبنو مثلثا أدبيا استنطقوا من خلاله مكنون الثقافة الأدبية الأصيلة وذلك من خلال موضوع مرتجل اقترحه الأديب أحمدو وكان أدبية النص الحساني ليجد عمداء الكلمة العذبة له بالمرصاد حيث نثر كل منهما ما بكنانته من جميل القول وكانت الوصلات المديحية للمداح محمد ولد اعبيد بين الفينة والأخرى خيطا ناظما لتلك الدرر النفيسة يسترجع من خلالها الأدباء بعض طاقتهم وينظموا بها بعض ما تناثر من عبارات ومصطلحات يحتاجها هذا الموضوع، قبل أن يلتحق بعض الأدباء الشباب بالركب وكانوا عند حسن ظن المقدم أحمدو ولد ابنو وجمهور السهرة الذي تمايل طربا وتصفيقا لكل النصوص والحواشي المقدمة على هوامشها، وفي صباح الغد عاد الأديبان سيدي محمد وأحمدو لمائدة الأدب وعقدا جلسة دردشة ماتعة تناولا فيها بعض مساجلاتهما واستمرت هذه الدرشة لقرابة الساعة قبل أن يفسح الأديب سيدي محمد المجال للأديب أحمدو ليقدم محاضرة تحت عنوان (طرگ أزوان)صال فيها وجال في هذا الموضوع الثر قبل أن يباغته الوقت دون أن يقدم ثلثه مذكرا أن ما قدمه ليس سوى نزرا قليلا من موضوع متشعب، لتنعقد الجمعية العمومية للجمعية في دورة عادية تم من خلالها انتخاب مكتب جديد لمدة سنتين وفي المساء كان الحضور في تلهف لتقديم شخصية العام محمد سالم ولد أحمدو سالم ولد العتيق وذلك من خلال ورقة قدمها الأستاذ گراي ولد والد شفت الغليل وقدمت من المعلومات ما عجز عن تقديمه الكثير وذلك بلغة أدبية خالية من التكلف والصنعة، وبأسلوب سلس نابع من الحقل الدلالي للرجل ومجتمعه، ذلك ما أشاد به كل المعقبين، وكان حفل الختام بعد صلاة المغرب مباشرة حيث تم تقسيم الجوائز على الفائزين في مسابقات القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه وكذا الأوائل في المسابقات الوطنية وعقب ذلك تم تسليم المهام للمكتب الجديد من قبل المكتب المنصرف ليحمل مشعل الثقافة والعمل ويواصل المسير على نهج رسمه بعض شباب القرية قبل قرابة العقد من الزمن ولازالوا متمسكين به رغم صعوبة ذلك.