قمة تحالف الساحل بنواكشوط.. سياقها وأفق انعقادها

تستعد موريتانيا غدا الثلاثاء لاحتضان أعمال قمة لتحالف الساحل، تعتبر أول قمة مباشرة، منذ القمة التي احتضنتها مدينة “بو” الفرنسية شهر يناير الماضي.
ويرتقب أن يشارك بهذه القمة إلى جانب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يتولى دوريا رئاسة مجموعة الخمس في الساحل، كل من الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، والبوركيني روك مارك كريستيان كابوري، والنيجري محمدو إسوفو، واتشادي إدريس ديبي، إضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي. 

سياق القمة
تنعقد هذه القمة في سياقين بارزين، أولهما السياق الأمني المضطرب الذي تعاني منه منطقة الساحل، بفعل استمرار هجمات الجماعات المسلحة، والتي عرفت تزايدا خلال الآونة الأخيرة.
أما السياق الثاني، فيتمثل في الأزمة الصحية، إثر انتشار فيروس كورونا المستجد في مختلف دول العالم، وقد استغلته المجموعات المسلحة، لتكثيف وتوسيع هجماتها، حيث وصلت ساحل العاج، التي تعرضت مؤخرا لهجوم خلف مقتل 10 من جنودها، وكان آخر عهد لها بهجوم مسلح عام 2016، وقد تبناه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. 

وقد تتالت الدعوات مؤخرا من طرف قادة دول الخمس في الساحل، وبعض القادة الأوروبيين، وكذا منظمة الأمم المتحدة، إلى ضرورة تعزيز التعاون من أجل مجابهة الأزمتين الأمنية والصحية في المنطقة. 
وعلى إثرذلك انعقدت اجتماعات متعددة الأطراف، عبر تقنية الفيديو عن بعد، وتم التأكيد على خطورة التحديات التي تواجه المنطقة، والمخاوف من أن يتسع انتشار التهديد الأمني في منطقة غرب إفريقيا بشكل عام. 

قوات إفريقية وأوروبية

وتنعقد قمة نواكشوط في أفق إعلان الاتحاد الإفريقي عن نشر قوة عسكرية، من 3 آلاف جندي بمنطقة الساحل، قبل نهاية العام الجاري، للتصدي لهجمات المجموعات المسلحة.
كما أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي مؤخرا، أن القوة الخاصة الأوروبية “تاكوبا”، سيتم نشرها في الساحل قبل نهاية الصيف.

فلورونش بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية

فلورونش بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية

وينتظر أن تنضاف هذه القوات، إلى قوة “بارخان” الفرنسية الموجودة بدول الساحل الخمس، والتي ارتفع عددها مؤخرا إلى 5100 عسكري.
وتوجد بالمنطقة كذلك قوة مشتركة لدول الساحل الخمس، كان أعلن عن تشكيلها خلال قمة انعقدت في باماكو عام 2017، وتضم هذه القوة 5 آلاف جندي، بمعدل 1000 جندي لكل دولة من الدول الخمس، وهي موريتانيا، ومالي، والنيجر، واتشاد، وبوركينافاسو.
وفضلا عن ذلك توجد في مالي قوات أممية منذ 2013، ويبلغ عددها 14 ألف رجل، وقد مدد مجلس الأمن الدولي ولايتها لمدة عام، حيث ينتظر أن تبقى هناك إلى غاية 30 يونيو 2021.  

مقتل درودكال والتحذير من داعش

تنعقد القمة أسابيع بعد إعلان فرنسا مقتل زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال، المعروف ب”أبو مصعب عبد الودود”.
وقد شكل مقتله ضربة قوية للجماعات المسلحة في المنطقة، حيث إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، نفذ خلال السنوات الأخيرة الكثير من العمليات بمنطقة الساحل، وكثيرا ما بعث برسائل تهديد لفرنسا، ورعاياها في المنطقة.

 عبد المالك دروكدال زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي

عبد المالك دروكدال زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي

وإلى جانب مقتل درود أعلنت فرنسا كذلك عن إلقاء القبض على “محمد المرابط”، الذي وصفته ب”الجهادي المخضرم بالساحل والقيادي الهام بتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”.
وبالمقابل بات حضور تنظيم “داعش” في غرب إفريقيا والساحل يثير مخاوف القادة الأفارقة، والمجتمع الدولي، من أن تؤول أوضاع المنطقة، إلى ما آل إليه الوضع في العراق وسوريا.
ورغم قصر فترة وجود تنظيم “داعش” بالساحل الإفريقي، مقارنة بباقي الجماعات المسلحة الأخرى، إلا أن هذا التنظيم، نفذ العديد من العمليات الإرهابية في المنطقة، منذ مقتله 4 جنود أمريكيين في النيجر اكتوبر 2017.
وقد تضاعفت عملياته بشكل كبير خلال 2019، في منطقة الحدود الثلاثة بين مالي والنيجر وبوركينافاسو، في خطوة اعتبرت مؤشرا لافتا على محاولة السيطرة على المنطقة.